Thursday 2 February 2012

غيمة



ملحوظة بخط الكاتب 
 "أبطال هذه القصة غائمون .. لأن الشمس لآ تشرق فى بلآدهم "

وصل القطار فى موعده " الثالثة بعد ظهر الثلآثآء"  فغادره المحاسب الوسيم بعد عناء ما يسببه الزحام , خرج من المحطة وأطال الوقفة ثم فى النهاية إتجه إلى أحد التاكسيات وركب به . فى الطريق إلى منزل والده بالدقى تجتاحه الأفكار فيما قد أُعد من أجل غذاءة .. يشعر بالجوع والحنين والضيق من زحآم القاهرة الذى يصيبه بالإكتئاب, وفى الخامسة كان يدق جرس الباب فانفتح عن وجه أمه المبتهج وتلقته بالأحضان والقبلآت وجآء أبوه .. 20 يوماً كاملة لم يرى إبنه فيها
فيخلو عليهما المسكن بعد زواج شقيقته وهجرتها إلى استراليا مع زوجها , فلا يؤنسهما فى وحدتهما إلا مكالمات إبنهما المسائية التى لآ كفى وحدها لتبدد وحشة
مائدة الغداء حين يعود "شريف" من مقر عمله هى البهجة الحقيقة , تستعد لها أمه من اليوم السابق ويشترى لها والده أحسن الطعام والفاكهة , لكنه فى كل مره يتعجل إنهاء الجلسة قبل أن يرتوى شوق أمه إليه فيواجه حرجاً من معاتبتها له " ألا تصبر قليلاً على لقاء الهانم !! " ينظر لوالده كمن يستنجد به .. إذهب وبلغ سلآمى للعروسة . 
فى بيت خطيبته تجلس هى بكامل ملآبسها وزينتها , فيجلس مع أهلها بضع دقائق ثم يستأذن فى الخروج معها . راحة القلب الحقيقية تبدأ فعلياً بعد الخروج من باب العمارة 
تتشابك الأذرع معاً ويمضى الوقت خفيفاً هنيئاً بلآ حساب
عرفها وهو طالب فى السنة الثانية فى كلية التجارة , كانت حينها أنهت دراستها الثانوية وفى أول خطواتها الجامعية إلتقت به 
فتآة هادئة من أسرة طيبة .. يمر عليها الوقت بطيئاً فى أول أيامها فى الكلية
عرّف نفسه إليها ومن اللحظة الأولى أيقن بأن لهذه الفتاة ونفسة حكايا كثيرة لم تبدء بعد .. أحست بحبه فى قلبها وتطورت العلآقة بينهما سريعاً 
صارحها بما فى قلبه وكأنما ضغط بيده على قشرتها الأرضية فتفجر من تحتها ينبوع الحب المكتوم وأغرقه بطوفان المشاعر
ثم تخرّج شريف وأنهى دراسته وعمل بأحد توكيلآت السيارات واستقرت حياته سريعاً
فقد آن له أن يتوج حبه بالزواج . ذهب مع والداه إلى بيتها وتعرفت العائلتان
أحب أباها سريعاً واستراح إليه وأحبته العائلة بأكملها 
  وسارت السفينة فى طريقها هادئة سعيدة بالقليل . قضوا ليلتهم تنقلاً بين المحلات لإختيار وشراء ما يلزم لشقة الزوجية , وكانت حريصة على جعل كل ركن فى المنزل ينبض بالحياة . وهكذا إعتادا على شراء أجزاء مسكنهما قطعة بعد قطعة معاً
وكلما كلّت أقدامهما التجوال تلمَّسا أول مقهى يصادفانه وجلسا فيه يتهامسان ويتناجيان
يومها طلب من حبيبته أن تأتى معه لبورسعيد .. لشراء بعض الأنتيكات
على أن يعودا قبل الليل .
وجهّز كل منهما حاله أن يذهبا معاً فى اليوم التالى الأربعاء لشراء ما يجدانه مناسباَ لشقتهما . بعد أن افتتح صديقاً له محلاً تجارياً يبيع التحف وعرض عليه تخفيضات وهدايا للعريس الصديق
فى المحطة أتى شريف بالتذاكر والفول السودانى استعداداً لرحلة السفر إلى بورسعيد
جلسا الحبيبان متشابكان الأيدى وبعد قليل أتى صفير القطار معلناً المسير إلى مدينة البواسل 
فى القطار استمر الحديث بينهما بلآ إنقطاع وكلما تحدثت بجملة أحس بمتعة تجعله يهمس فى أذنها بأن تعيد عليه ما قالت متحججاً بعدم وضوح الكلمات
هل كان يصدق يوماً أن يجلس بجوارها فى الأماكن العامة دون أن ترتجف يداه من لمسها أو تخجل هى من النظر لعينه .. مرت أيامهما سريعاً وما زادتهما إلا قرباً 
نزلا الحبيبان من القطار ليجدا صديقه فى إنتظارهما 
ولم يذهب بهما الى المحل مباشرة .. أصر أن يذهبون جميعاً لتناول الغداء فى منزله
فقد أمضت زوجته اليوم فى التجهيز لمقابلة الأصدقاء
وكانت تلك أول مرة تلتقى فيها النساء ببعضها . أما شريف فقد قابل زوجة صديقه مرة فى حفل زواجهم ومازال يتذكر وجهها داخل طرحة الزفاف والفستان الأبيض
وصلوا جميعاً إلى المنزل وتناولوا الغداء بأصناف متنوعة أعدتها الزوجة بنفسها إكراماً لأصدقاء زوجها . وبعدها جلس الرجال معا فى انتظار الشاى الذى أحضرته خطيبة شريف من المطبخ على سبيل الشكر للزوجة المضيفة
وفى خلال جلستهم جميعاً أتى أحد من يعملون فى محل صديقه بخمسة تذاكر
لماتش المصرى البورسعيدى والأهلى . وجد هذه التذاكر تباع فى أحد الأماكن بثمن قليل ففضل أن يأتى بها لصاحب العمل على سبيل الهدية فحاول الاعتذار لأن صديقه أتى من القاهرة لشراء بعض الإحتياجات والعودة قبل الليل .. لكنه لم يفلح فى مجاراة بورسعيدى صميم واقناعه بترك مباراة للمصرى
وألح عليهما طويلاً أن يذهبا معه للمشاهدة وتحمس شريف للفكرة واستئذن خطيبته فى أن يذهب مع صديقه على أن يعود لها فور الإنتهاء ليسافرا إلى القاهرة 
 ويؤجلا الشراء لزيارة قادمة
ذهب شريف مع صديقة للمبارة وبقيت خطيبته مع الزوجة فى المنزل يشاهدان من التليفزيون . توقفا مرة واحده فى الطريق لشراء الأعلام ولوازم التشجيع
وعندما دخلا الإستاد أحس شريف بشيء ما جعل قلبه ينبض بشدة وتمنى أن يعود ليحتضن خطيبته طويلاً ويبكى بين يديها لكل يوم قضاه بعيداً عنها
ليقول لها ألف أحبك .. لينام مكان ما ينتمى 
ليحتضن أمه ويقسم لها بأنه لن يتعجل الوقت مرة أخرى
ليشكر زوجة صديقه على صناعتها لهذا اليوم الرائع 
وهنا .. ينتهى دور شريف
وتعلن منظمة حقوق الإنسان فى بيانها الصادريوم الخميس 2 فبراير
"أكدت المنظمة أن إستاد بورسعيد الرياضى شهد جريمة مكتملة الأركان استهدفت فى المقام الأول النادى الأهلى وجماهير ألتراس الأهلى، الذى عُرف بمواقفه البطولية أثناء ثورة الخامس والعشرين من يناير ومواقفه فى مساندة الثوار ووقوفه بجوارهم فى موقعة الجمل، مما يدفع بشكوك قوية بأن ما حدث كان انتقاماً من ألتراس النادى الأهلى بناء على خلفيات سياسية، وخاصة أنه لم يكن هناك بأى حال من الأحوال إجراءات أمنية لتفتيش الجماهير أثناء دخول المباراة من قبل الأمن، فضلا عن قيام قوات الأمن بفتح البوابات فى اتجاه جماهير النادى الأهلى عقب المباراة، وعدم ترك سوى باب صغير للغاية لخروج جماهير الألتراس، مما أدى إلى تدافع الجماهير ووفاة عدد كبير منهم.

وأشارت المنظمة إلى أن ما حدث يمثل بكل المعانى انتهاكاً جسيما لحق الإنسان فى الحياة ومأساة مروعة أودت بحياة شباب مصر، وما زاد الأمور تعقيداً عدم تدخل قوات الأمن لحماية الجماهير من الجانبين منعا لسفك دماء المصريين "
إلى هنا ينتهى دور المنظمة أيضا .. وتتوالى التصريحات والإدانات 
وفى أحد البيوت "أم شريف " مازالت تنتظر عودته
وخطيبته التى توقف عقلها عن مجاراة ما يحدث
وتوقف عند وعده بأن يعود قبل الليلــ
-------------------------------------------------------------

أخويا نازل ماسك علمه !
رايح الماتش وكان مبسوط !
فجأه اتقلب الحال لسكوت!
قريت أخبار فيه ناس بتموت؟؟!!
قلت أكيد قنوات اشاعات!
فتحت موبايلى لقيت رنات !!
كلمته مره !
كلمته التانية !!
انسان غريب رد عليا !!!
أقوله ميـــن !!...يقولى الفاتحة...!!
أخوك مــات !!!!!!!
بتقول ايه !!! بلاش تهريج .. ادينى أخويا أبوس ايديك !
أصوات كتيـــر ! زعيق و صريــخ !!! أخويا راح .. والله بــريــئ!!
مصرى ده !!! ولا احنا يهود!!!
أخويا نزل !!... و رجع فى تابــــوت
 الخميس 2 فبراير / الأبيات لـ مينا فايسى

6 comments:

  1. رائعة القصة ياتسنيم
    ياريت كانت فى الخيال وبس وماكمنش حقيقة
    حسبي الله ونعم الوكيل

    ربنا يحفظ يارب

    نيللي

    ReplyDelete
  2. جميلة جداااااااا يا تنيم

    حسبي الله ونعم الوكيل

    انتي بقيتي عندي ف المدونة من المفضلات شوفي كدة؟؟

    http://2ulelkhat.blogspot.com/

    سارة علي

    ReplyDelete
    Replies
    1. شكراً يا سارة ربنا يخليكى
      شكرا جدا :)

      Delete
  3. لللأفضل يآ حبيبتى ..:)

    إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونْ

    ReplyDelete
  4. استمتعت بيها جدا
    شدتني من اول حرف
    مع ان النهاية مأساوية
    لكن روعة بكل المقايس

    ReplyDelete