Thursday 29 December 2011

عآليا


تحكى لى صديقتى عن ذلك الفتى الوسيم الساكن أمامها
كيف يقضى ليله ونهاره يتابع أختها الصغيرة من وراء ستارة لآ تحجب منه شيئاً
ولآ تخفيه عن الأنظار كما يظن ..
وكيف أن كل الساكنين فى بيتها والبيوت المجاورة قد لآحظوا مايفعله
إلآ فتاته .. لم تلحظ شيئاً ولم تنتبه
وربما انتبهت ولكن ما يفعله لآ يحتل مكاناً فى قائمة أولوياتها
وتمرالشهور دون أن يمل الفتى النظر إليها من وراء ستارته
 التى يعتقد أنها تخفى حرارة مشاعره
إلى أن يخطو خطوته الأولى  
وينتظر عودتها من الجامعة فى يوم ما
ثم يبعث لها بورقة مع أحد الأطفال المارين فى الشارع
فتأخذ صديقتنا الورقة وتفتحها وتقرء بصوت عالى 
 * "يخربيت عيونك يا عاليا شو حلوين "
فتقول بنرة إستفهام
"مين عاليا" !!
وتنتهى صديقتى عند هذا الحد من الحديث
ثم تستكمل هى مين عاليا صحيح !!
فأنصحها بسماع أغنية موعود لفيروز حتى تفهم ما كان يعنيه جارها

ولكن هل هذا هو الحب ؟؟ هل هذا ما نفنى فيه أعمارنا؟؟
يقضى المرء منّا حياته بحثاً عن نصفه الصحيح 
أو محاولاً التخفف من ألم البعد عنه 
أو كما يفعل جار صديقتى 
منفقاً وقته فى مراقبة نصفه .. قانعاً بالبسيط منه
ليختلف الحال عند الطرف الآخر 
فتنحصر أفكاره فى وجود شخص ما يتطفل على خصوصيات ليست من حقه 
أو يفنى روحه فى مطاردة سراب لآ وجود له
فإذا كانت هى الحياة فى تباين أرآء من فيها 
تباً لها  ولهم 
لآ يستحقون ذلك الحب ولآ تلك الحياة
لآ يوجد أصلا من يستحق الحب .. ولآ من يقدّر حب الآخرين

No comments:

Post a Comment