Friday 16 December 2011

فوضى



إستيقظ من نومه مبكراً بعد صوت المنبه بدقائق قليلة
غسل وجهه وهو فى عجلة من أمره
ثم وضع " فيشة الشاحن " فى هاتفه
وتنقل بين الغرف مسرعاً محاولاً الانتهاء من ملابسه 
فالحذاء فى مكان والقميص فى آخر 
والهاتف الذى لم يستنشق الكهرباء بعد .. فى مكان ثالث
دخل مكتبه وجمع بعض الأوراق 
ثم وضع الشنطة السوداء على كتفه
شنطة يحبها كثيراً
ربما لأن كل منهما يشبه الآخر
بها أواقه وأقلامه ومحفظته وكتاب " كيف تصبح عبقرياً" الذى لآ يفهم منه شيئاً
لكنه يصر على الوصول لنهايته
ونظارتة الشمس التى لآ يلبسها عادة
ومفاتيح الشقة ودرج المكتب الذى يضع فيه شخصيته فى منزل الأسرة
وزجاجة عطر فرنسى أهدتها له حبيبته الأولى
التى فضلت الزواج واستكمال الدراسه عندما تسنح الفرصة
وضع فى شنطته الهاتف والشاحن أيضاً
ثم مفتاح الشقة وأغلق الباب و غادر المكان
قاصداً الجامعة حيث الإمتحان النهائى الذى انتظره طويلاً
آملاً فى أن تتغير حياته بعد التخرج
فيصبح أى شىء .. أى شىء
لآ يهم ماذا سيصبح .. لآنه لم يقرر بعد
لكن حتماً سيكون أفضل من الحياة الأكاديمية الخاملة
التى لا جديد فيها وتحرص دوماً على استنزاف الطالب حتى يصل لأقصى مراحل التحمل قبل أن يتولد الإنفجار.
الطريق مزدحم .. الذهن مشتت
ليس هذا ما تعود عليه قبل وفاة والدته
كانت توقظه فجراً ليقرأ كل المنهج قبل الإفطار
وتحرص على أن يشرب اللبن قبل الخروج
وتردد الأدعيه التى ترفع روحه المعنويه 
هل فعلاً لا يشيخ المرء منا مادامت له أم .. كما قال إحسان عبدالقدوس !!؟
يشعر بروحه تنفلت من بين ضلوعه
كأنه عجوز فى الجامعة
كأنه كهل صغير السن *
حقاً لآيجد نفسه ولآ يعرف الطريق إليها
والطريق طويل ولا ينتهى
كأنه يتمدد 
وينتهي الطريق إذا بآخـر يطل*
لآ يستطيع فصل الزحمة خارجه والفوضى داخله
 
---------------------------------------------------------------------------------
(1)كتاب لعمرو صبحى
(2) قصيدة لأمل دنقل

1 comment: